في مدونتنا المتواضعة نطرح عليك الأساليب و الإرشادات الصحيحة و السوية للتعامل و التعايش و معرفة شريك حياتك أكثر لتكون علاقتك أفضل و أسعد.

حصرى

Ads

السبت، 23 نوفمبر 2019

من هو الصديق الحقيقي وكيف تعرفه ؟



من منا اليوم ليس له علاقات اجتماعية متنوعة ، ومختلفة من كل الجوانب ... هناك الصديق ، هناك الرفيق ، وهناك القريب والحبيب وكل حسب درجاته ...



نتعامل معهم باستمرار ،نلجأ إليهم في مختلف الحالات ، نستند عليهم ونحتاجهم نمضي يومنا بجانبهم .. هذا ما يدعونا للحفاظ عليهم ومعرفة قيمتهم ، فليس كل من يتقرب منك هو صديق فعلي . عليك ان تتعلم كيف تصنف كل هؤلاء حسب القرب والوفاء : إما صديق حقيقي مقرب أو شخص عادي ذو مصلحة .. وهذه الصفات يتم الكشف عنها في ميدان الحياة ،حيث أن هته الأخيرة تضعنا أمام إختبارات وإمتحانات تصقلنا وتكشف لنا مدى أهمية الأشخاص في حياتنا ، تزيل الجليد على جوهر المحيطين بينا تمنحنا فرصة لنرى قيمتنا عند البعض. تغربلهم لنا فالصالح يبقى معنا والطالح منهم يرمى في سلة القمامة فذاك هو مكانه الأصلي ، لا أن يقترب منك ويمتص طاقتك وحيويتك لأه لا خير فيهم ... هذه هي الحياة.
 الرائج بيننا أن الصديق وقت الضيق ... إن وجد عليك بالتمسك به بكلتا يديك لأنه هو الذي يحبك في الله دون مصلحة مادية أو معنوية يكون سندا لك في مطبات الحياة تجد فيه مختلف الصفات النادرة والرائعة ومن بينها ما يلي :





هو ذلك الشخص الذي يشاركك وتشاركه مختلف مجريات يومك .. تتواصل معه باستمرار ، تحكي له أتفه الاحداث ،تكون منفتحا على أفكارك ومشاعرك ، لا تشعر بوجود حاجز بينكما ،لا يوجد سوء تفاهم ، تستطيع أن تصارحه بكل شيئ حتى وإن أساء إليك ، تخبره بذلك دون الخوف من ردة فعله أو من غضبه منك ، تكون انت معه لا أن تتقمص شخصا آخر أو كلاما مختلفا ، تتحدث بأريحية وتشعر بالراحة والإسترخاء أثناء محادثاتك معه التي لا تنتهي .
حين تمسك بيده تعرف أنه لن يخذلك .. لن يتخلى عنك ، سيكون بجانبك إلى النهاية دون شروط ... دون مقابل ، فقط لأنه يريد أن يكون معك





هو الذي عندما تواجهك مشكلة وتتصل به يقول لك جاهز ، لا يتحجج ولا يغيب .. هناك قصة في هذا السياق ^^ يدخل أب على ابنه وكله ملطخ بالدماء يقول له هناك جثة في الفناء إذهب الى كل أصدقائك المقربين قل لهم ما حدث واطلب المساعدة منهم ،علينا أن ندفن الجثة قبل طلوع الفجر . يتوجه هذا الإبن إلى كل أصدقائه ومعارفه ويقص عليهم ما حدث ويطلب منهم المساعدة ، لكن مع الأسف رُدّ خائبا من طرفهم إلا شخص واحد قال له أين هي الجثة وأين علينا دفنها ، عند ذهابهم الى البيت وجد الإبن أباه يحضر كبشا للشواء قائلا أرأيت يا ولدي هذا هو الصديق الفعلى الذي يكون معك في الضراء قبل السراء ^^ ومن هذا المنبر عليك بحسن الاختيار لتجد ما اخترت في الأيام القادمة .





هو ذلك الذي يتعامل معك ويحدثك بكل صراحة ، لا يجاملك ، مثلا ترتدي ثياب لا تناسبك يصارحك مباشرة ويقول انها غير مناسبة ، وإن رأى بك شيئا يستحق الثناء لا يبخل عليك .. يستمر  بدعمك بكل صراحة لتكون الأفضل ، لا يغار من نجاحك بل يدفع بك للتقدم أكثر ، يساندك بكل ما يملك من معنويات وماديات ،لا يبخل عليك بشيئ .





هو نفسه ذلك الشخص الذي تخرج معه بدون حرج تتسوقان معا تذهبان الى المطاعم معا .. تضحكان على أتفه الأسباب ... تأكل كما تحب دون أن يحرجك ... ليس هناك فرق بينك أو بينه حين يصل الأمر الى دفع الثمن وصرف النقود ... لا تكن ثقيلا عليه وتتركه دائما من يدفع ويخرج المال ... ستكون بمثابة استغلال لا صداقة





هو الذي لا يتغير بعد غياب ... بعد مسافة ... بعد ظرف ... تجده في لقاء اليوم كما كان في آخر لقاء بينكما ، لا تتزعزع ثقته بك ، ولا ثقتك به ، وإن كانت المسافة بينكم بحور ومحيطات ... تلتقي به لتفتحا بابيْ قلبيْكما على مصراعيه ، دون خوف .. دون خجل ، فقط للفضفضة .





هو ذلك الشخص الذي لا يطلب منك التعبير عن حبك ولا عن شوقك له ، لأنه يدرك تمام أين مكانته عندك ، يدرك أنه مختلف جدا عن الآخرين . لست بحاجة أن تبرر له الأحداث ... يكفي أن تتصرف على طبيعتك معه .








فالصداقة الحقيقة ليس لها علاقة بالمكالمات الطويلة والرسائل المتواصلة واللقاءات الكثيرة ، الموضوع أعمق وأرقى من ذلك بكثير ، ولا يجوز لنا حصره بين البعض من الكلمات أو المصطلحات ، إنما يكمن في التناغم والدفء والتفاهم بين شخصين إثنين ... شعور جميل لا يعبر عنه إلا بالوفاء ، إبتسامة صادقة عندما تتذكر ذلك الوفاء .... ويعجز اللسان عن التعبير
نصيحة مني إليكم ... أحبكم في الله ... إن وجدتم ذلك الشخص الذي يستحق فعلا أن يتوج بتاج الصداقة الغالي فلا تسمح لنفسك أبدا بخسارته أو جرح مشاعره والتقليل من قيمته ، وذلك باستغلاله والكذب عليه لأنك سوف تعتبر من أرذل القوم وأقبح الناس ... لا تكن ناكرا للجميل فتقتل صداقة جيدة لأنك لن تتمكن من تكرارها ... لا تستهزء به ولا تسخر مما يقدمه من أجلك ... من وقوفه بجانبك ... لأنك إن وصلت إلى مرحلة ضياع هذا الصديق وتركت له ألما وجرحا كبير ، لن تجد مثله مرة أخرى ... لن يعود اليك كما كنتم مهما بلغ منك الندم والأسى ، لأنك ستكون بمثابة القاتل ... تقتل فيه ذلك الضوء النبيل المحب للخير ....
       حافظوا غلى أصدقائكم لأنهم كنز لا يتكرر في الحياة مرتين .



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق