ما هو سبب الغيرة ومالدافع لها ؟؟ وماذا يجني صاحبها ؟؟
أسئلة كثيرة لا تجدون لها إجابة أو لا تستطيعون حتى التفكير بها ، نظرا لقرب الشخص المعني منا كثيرا . غالبا ما يكون الجواب أمامنا ولكننا لا نستطيع رؤيته أو التعامل معه ، فمثلا في نظري الغيرة تنبت بداخل شخص ناقص ، شخص لم يستطع الوصول الى الرضى الحقيقي والايمان الصادق بأن كل شيئ رزق من عند الله وأن ما لديك ليس بالضرورة يجب أن يكون لي مثله أيضا . بمعنى أن الشخص الغيور لا يرى ما يملك أبدا من كل الأرزاق سواء صحة ... مال ... أصدقاء ... أهل وأو أي شيئ آخر ، للاسف إنه من النوع الغير قنوع . يطمع ولا نقول يطمح لان الفرق بينها شاسع سأتحدث عنه لاحقا ، قلنا يطمع في ما يملكه غيره ولو بالتمني ؛ تجده حاسدا لك لا متمنيا الخيروزيادة النعم عليك وهذا أسوء شيئ . كيف ستتعامل مع هكذا شخص إذا ؟ لي صديقة ليست بالمقربة النقربة ولا بالعادية السطحية ، كلما زارتني وتحدثنا وسألتني عن بعض الأشياء كنت أجيبها في بادء الأمر وأحكي لها كل شيئ لكنها كانت تبادرني بعبارات فحواها لماذا أنت ولست أنا . لا تستطيع أن تقولها هكذا في وجهي لكن ترى كلمات وعلامات التذمر بالرغم من أن حالها أفضل من حالي بكثير. وهذا الأمر لم يتكرر معي فقط بل مع مختلف البنات الأخريات .. تجد نفسك في دائرة الخطر . ستقولون لي لماذا ؟ . أجل إن وجد بجانبكم شخص غيور من أتفه الأمور التي تملكون فأنتم في دائرة الخطر ، لأن الغيرة تدفع الإنسان للقيام بأشياء لا يتقبلها العقل والواقع . لذا كنصيحة من عندي، عندما يكون بالقرب منك شخص مهما كانت صفته بالنسبة لك ورأيت فيه أدنى علامات الغيرة ؛ لا تحدثه بما تملك أو ما تريد واترك مسافة أمنة بينك وبينه هكذا أحسن لك بالدرجة الاولى وللطرف الآخر بالدرجة الثانية . لكن لا تخلط الأنور فهناك غيرة من غيرة ، نحن هنا لا نتحدث عن غيرة الحب والعشق أنما غيرة من نوع آخر : النظر الى ممتلكات الغير . ولا توجد صفة مناسبة في هذا المفهوم .
ستسألونني عن علامات الغيرة وفعلا سأجيبكم كيف ستتعرف على الشخص الغيور في حياتك ؟
هناك شيئ واحد مهم وأساسي ، موجود عند معظمكم إن لم أقل كلكم ؛ ألا وهو سرعة الملاحظة . فعلا عندما تحدث شخص أكيد ستلاحظ ملامح وجهه وعباراته ومختلف ردود الأفعال على ما تقوله فإن وجدت هذا الشخص كثير الانتقاد لك ولحديثك ولأفعالك فاترك مسافة آمنة بينك وبينه ، لانه سيثبط عزيمتك ويصيبك بالطاقة السلبية وهذا من نتاج الغيرة . أيضا إن كان شخص ما بحياتك يستمر بالمقارنة بينك وبينه في أدنى الأمور واجلها دون أن يترك شيئ ، أنت فعلت كذا وأنا قمت بكذا ، أنت لديك كذا وأنا لي كذا ؛ هذا إنسان مريض لا يرضيه ما يقوم به ومع مرور الوقت سينمو بداخله شعور الغيرة إتجاهك فلا يحب لك الخير إطلاقا .
يوجد أيضا ذلك الشخص الذي يتمنى أن يكون له ما تملك أنت مثلا يكون لديك حبيب أو زوج يهتم بك ويحبك كثيرا فعندما يحدثك في هذا المجال ، أو عندما تحكي له ما قام به شريكك فأنك تجده يحكي لك شيئا سيئا له ويقول يا ليته لي مثلك . أرأيت كأنه يريد أن يملك ما تملك وهذه هي الغيرة بحد ذاتها .
ترى في بعض الأحيان أنه يوجد بحياتك شخص ما يقلد ما تقوم به ،بحثت عن عمل وقمت به يفعل ذلك وحتى أنك تجده زميلا لك ويشتكى سوء حياته كثيرا . هذا الشخص تحديدا ابتعد عليه تماما لا يريد لك الخير .
هناك الكثير من العلامات وهذا ما طرأ على بالي فأردت أن أنبهكم له عسى أن تجدوا راحتكم بعيدا عن هذه الفئة السامة التي تسمم حياة الآخرين بالتدريج .
لتكون حياتك سليمة ، سعيدة ، هنيئة يجب في بعض الأحيان أن تخطو خطوة للوراء أمام بعض الناس كي تبتعد وتترك مسافة وكي تكون انت بأمان . مررت بتجربة قاسية كان سببها عدم اتخاذي لهذه الخطوة لم أجرأ عليها ولا على الابتعاد بالعكس تمسكت بهذا الشخص قلت في نفسي سوف يتغير، سيبدل طباعه معي، تغاضيت عن غيرته مني وعن مقرانته بنفسه لي ؛ أتعلمون ماذا حدث ؟؟ أضحيت أنا الملامة وأنا المتضررة الوحيدة من هذا الأمر ... بكيت ... تألمت ... ولكن في النهاية تعلمت . تعلمت أن لا أخسر وقتي من أجل أي شخص فإنه لا يستحق ذلك ؛ تعلمت ألا اثق أبدا فحتى نفسك التي تثق بها تتحدث ليلا بما لديك ؛ تعلمت أن أخطو الخطوة الأصح في الوقت الأصح لا مجال للندم مستقبلا ؛ تعلمت أنه لا مجال للأشخاص الغيورين في حياتي لانهم سوف يسعون لخرابها ودمارها ؛ تعلمت كيفية الابتعاد .ففي الابتعاد نعمة يجهلها الجبناء .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق